هاتي يَدَك... أَأنتَ خَلاصي؟...
أَغمَضتُ عَيناي...وَتَنَفَستُ بعُمق...
أين أنا وما العمل...؟
تَرتَجفُ كَلِماتي وتَتَهاوى بضعف...أَسمَعُ صَدى أصواتٍ في مُخَيلَتي...
لكن ماذا عساها تكون؟!
أحاولُ أن أشغَلَ نَفسي...بماذا؟!...
أشعُرُ بوَهَنٍ شَديد وكأن تلك المرآة تحاولُ سَرِقَةَ بقايا ألمي...
شَيئاً فشَيئاً..حتى سَقَطتُ على الأَرض...لَنْ أتَجَرأ وافتَحُ عَينايَ...لَنْ أُخاطِر إطلاقاً...
يَكفيني ما خَسرتُ للآن، لن أخسَرَ المَزيـ...
لَقَد خَسرتُ كُلَ شيء...لم يَعُد لَدَيَّ ما أخسره...
اسمَعُ صدى يَتَعالى...وَيَعودُ ليختَفي....
لَيسَ لَدي ما اخسَره!
هذا الصَوتُ لَيسَ مِنْ مُخَيلَتي... بَل مِنْ خَلفي!... فتحتُ عَينايَ والتَفَتُ خَلفي لِأَجِدَ المرآة تَتَكسَر...تَتَكسَر؟!
مَنْ كَسَرَها؟!
تَطايَرَت بِضعَةٌ أَجزَاءٍ باتجاهي...وَلَيّتُها ظَهري وَتَسَمرتٌ برُعبٍ في مَكاني...
هاتي يَدَك...
صَوتٌ صَدَرَ مِنْ فَوقي...و يدٌ امتَدَت لي...لَم أملِك الجُرأة لأرى صاحِبَها...
هَل أقبَلُ المُساعَدَة؟
ماذا ستَخسَرين؟
سؤالٌ في مَحَله! أمسكتُ يَدَه، شَدَّ عَلى يَدي وَأوقَفَني...
ما بكِ ؟ لماذا لا ترفعين رأسَك؟
لم أتجرأ حتى على تَحريكِ شَفَتاي!...لأني خَائِفة مِنْ أَنْ تَكونَ أَحدُ المَعارِف السابقة! كالصمت أو... خائِفة مِنْ أَن تَكونَ الصَمت!...لَن أَنطِقَ حَرفاً حتى...
لكني لَستُ الصَمت!
صُدِمتُ لكَلماتِه! كيف عَرَفَ ما كُنتُ أُفَكرُ به؟!!
رَفعتُ رأسي رغماً عَني، سَيَقتُلُني الفُضول لأعرِفَ مَن هو!!
أنت!!
أجَل أنا!
ماذا تَفعَلُ هُنا؟!
أنا ضائع!
هه! قال ضائع! يُضَيعُ الكُرة الأرضية ولا يَضيع فَكَيفَ سيَكون ضائِعاً!!!
العَبها على غَيري...
طَيبْ...
أنا تائه...
كُنتُ في مُصيبَةٍ وَأصبَحتُ في طامة!! ما الذي يفعَلُهُ هُنا!!
لَستِ وَحدكِ في هذا الطَريق، لَقد قابلتُ قَبلَكِ بِضعةَ أشخاص...
هُنا؟
أجل هُنا! يَبدو أن اللاوجود تَطَورَ بوجودِ هذا الكَمِ مِنَ التائِهينَ فيه... فَهَذِه مَنطِقَةٌ لَم أَدخُلها مِن قَبل...
إذن...لا أزالُ في اللاوجود!! لا أفهَم... أين الـ...
قطع أفكاري...
لقد اختفى الجميع... حتى الصمت... لقد طال اختِفائُهُم وهَذا يُقلِقُني...
كَيفَ حَضَرتَ إلى هنا؟
تَجاهَلَ كَلِماتي وَبَدأَ يَنظُرُ حَولَه...
أنا أتَحَدَثُ مَعك!! ما بِك؟
مُنذُ مَتى وَأنتِ هُنا؟
سألتُكَ أولاً...
تَجاهَلَني مُجَدَداً...سار بِضعَةَ خُطوَاتٍ للأمام...و استَمَرَ في النَظَرِ حَولَه، لأولِ مَرةٍ في حَياتي مُذ عَرَفتُه أَراهُ هكذا، عَلاماتُ الحيرةِ سَطَت على وَجهِه، وَيَبدو مُرتَبِكاً...
لِمَ لَم ْتُجيبيني...
لأنكَ لَمْ تَجبني...
لا أدري...
ما الذي لا تَدريه؟
كَيفَ حَضَرتَ إلى هُنا!، ما بِكِ فَقَدتِ تَركيزَك؟
بَدأ رأسي يؤلِمُني...أَغمَضتُ عَيناي لثَواني...لَكني ما إن فَتَحتُهُما حَتى كانَ ما حَولي بلَونٍ أزرَقٍ غامق، وأقشَعَرَّ بَدني من نَسمةٍ بارِدة، ماذا يَحصُل؟
سَتُمطِرُ...
نَظَرتُ إليه لأجِدَهُ يَتأمَلُ السَماء...وَحينَها...شَعرتُ بقَطرَةِ ماء على وَجهي...ما إن وَضَعتُ يَدي عَليها حَتى هَطَلَ المَطر بغَزَارة...شَعَرتُ كَما لَو أن جَسَدي يَتَعَرَضُ للإبر لا لقَطَراتِ ماء!
شَكلُكِ مُريع!
ماذا؟
لَونُ شَفَتاكِ أزرَق وَوَجهُكِ شاحِب!
أشعرُ بالبرد!!
لا يوجدُ بَرد!
كَيفَ لا يوجد بَرد؟ أأنا أتوَهَمُ مَثلاً؟!
رُبَما! لكني مُتَأكِد، الجَو دافئ!!!
نَظَرَ للسَماء...
حتى المَطَر... أراه وأشعُرُ أني مُبتَل لَكني لا أَشعُرُ به عِندَما يُلامِسُني...
مُجَدَداً أصابَتني قَشعَريرة... وبَدأ رأسي يؤلِمُني بشِدة...
هَل أنتي بخيـ...
لَم أتَمَكَن مِنْ سَماعِه، وَهَوَيتُ على الأرض... لأفقِدَ وَعيي...
موضوع: هاتى يدك ... اانت خلاصى؟؟؟؟ 
السبت أكتوبر 24, 2009 4:56 pm
