ابو جهل بن هشام هو فرعون الامة و هو من بني مخزوم عائلة خالد بن الوليد و هو خال الفاروق عمر بن الخطاب و ابو جهل هو من اكثر من اذي الرسول صلي الله عليه و سلم و مواقفه العدائية كثيرة منها ابان المقاطعة لما كان حكيم بن حزام ( و كان علي الشرك ) يهرب الطعام للمسلمين في شعب ابو طالب او وقت تمزيق صخيفة المقاطعة او وقت الهجرة فهو صاحب رأي ان يأخذوا فتي من كل فخذ و الكثير و لشدة عدائه جعله الله تعالي سببا اولا في اسلام حمزة بن عبد المطلب لما كان قادما من الصحراء ( و كانت هوايته الصيد و خاصة الاسود ) و جائته جارية قالت له لقد سب ابا الحكم ( يعني ابو جهل ) ابن اخيك سبا شنيعا فسألها و لم يرد عليه احد فقالت لا فذهب اليه في مجلسه و قال له اتسب ابن اخي و انا علي دينه ( و كان لا يزال علي الشرك ) و ضربه ضربه فشج رأسه و لما عاد الي بيته دعال الله اللهم ان كان هذا الامر خيرا فادخلني فيه و ان كان غير هذا فاخرجني من هذا الموقف ( يعني انه قال انه علي الاسلام و كان غير مسلم و في عادات العرب كان الكذب من اكبر الفضائح لدي السادة ) فشرح الله قلبه للاسلام
و اذكر هنا اخر مواقفه العدائية للاسلام و التي كانت سببا في موته غير اعظم انتصار للاسلام و هو غزوة بدر
لما استطاع ابو سفيان ان ينجو بالقافلة قال عتبة ابن ربيعة لجيش قريش قد نجي ابا سفيان باموالكم و لا داعي لقتال محمد فان الحرب معه هي اذي لنا و لما نعود ينظر كل منا لقاتل ابيه او اخيه او ابنه بالكراهية فتصير فينا فتنه فهم ( يقصد المسلمين ) ابنائنا و ابائنا و اخواننا و لن يزيدنا قتالهم الا فرقة و كراهية فهنا قام ابا جهل الي عامر بن الحضرمي ( و كان ابنه قد قتله المسلمون ) و قال قريش تريد الا تاخذ بتار ابنك فظل عامر الخضرمي يبكي و يولول و يضع التراب علي رأسه و يقول وا عمراه ( يقصد ابنه ) حتي ثارت حمية قريش و قرروا الحرب فكان ابا جهل هو المحرض لقريش علي الحرب بعدما نوت العودة و هذه الحرب كانت اعظم فتوح المسلمين
كان هناك شابان هما عوف و عون ابنا عفراء من شباب الانصار اعمارهما سته عشر و خمسة عشر عاما و كانا حول عبد الرحمن بن عوف فجاء احدهما يسأله و يريد الا يسمع اخاه يا عماه اتعرف ابا جهل فرد بن عوف و لم فرد الغلام اريد قتله لانه اكثر من اذي الرسول صلي الله عليه و سلم فقال بن عوف ساريك اياه و بعد فتره وجيزة جاء الاخر يطلب منه نفس الطلب و اذا بقليل ظهر ابا جهل و كانه شجرة في غابة من كثرة الجنود المحيطون له يحموه فاشار بن عوف للشابين هذا ابو جهل الرجل الاشيب وسط الجماعة فانطلق الغلامين كالسهمين لم يستطع احد ان يوقفهما حتي وصلا اليه و ضربه كل واحد ضربه فقطعا رجليه و سقط من علي الفرس و لم يمت و اما الاول ضربه عكرمة و قتله اما الاخر فاستطاع الخروج بعدما قطعت ذراعه ثم استشهد فيما بعد
و في اخر الموقعة شاهد عبد الله بن مسعود ابا جهل و فيه روح فجثم علي صدره و قطع رأسه و بهذا مات فرعون هذه الامه و قبل ان يموت سأل بن مسعود لمن الغلبة اليوم فرد بن مسعود لله و رسوله يا عدو الله فعرفه ابا جهل فقال له لقد ارتقيت مكانا عليا يا روعي الغنم فلم يصبر بن مسعود فقطع رأسه فانظروا كيف ختم الله علي قلبه و كيف يقول و لابن مسعود و يذكرع بانه كان عبدا و لا حول و لا قوة الا بالله
و انظر الغلامين و هما دون الستة عشر عاما كيف باسهما و قوتهما فهما بمقاييس اليوم غلامين في المرحلة الاعداية او مشارف الثانوية و لكن كيف يصنع الايمان بالقلوب