تعد أوجه الشبه بين النجمين الأرجنتيني ليونيل ميسي، مهاجم برشلونة،
وكريستيانو رونالدو لاعب ريال مدريد كثيرة، وإن كان نفس الأمر ينطبق على
الاختلافات التي تفصلهما داخل وخارج المستطيل الأخضر.
وأكبر أوجه
الشبه بين أبرز لاعبين في البرسا والريال هي النجومية، التي تطغي في بعض
الأحيان على أسماء الفرق التي يدافعون عن ألوانها، وأبرز دليل على هذا هو
الاستفتاء الذي أجرته النسخة الإلكترونية من صحيفة (ماركا) خلال الأيام
التي سبقت الكلاسيكو.
والمثير في الأمر أن استطلاع الرأي لم يكن
يبحث أيهما أفضل، وإنما جاء عنوان سؤاله الرئيسي "فريق ميسي أفضل أم فريق
رونالدو؟"، في أجلى صور طغيان نجوميتهما على الفرق التي يلعبان لها.
كلاهما
هداف يتمتع بالمهارات وعناصر المفاجأة وقادر على صناعة الفرحة لجماهير
ناديه وتغيير نتيجة مباراة ما في أية لحظة، ولكن أوجه الاختلاف بينهما
كثيرة.
وأول وأهم نقاط الاختلاف هي التركيز الإعلامي والتعامل معه،
ففي الوقت الذي لا يختلط خلاله ميسي بالصحفيين كثيرا، ويظهر هذا الأمر في
قلة التصريحات الصحفية التي يدلي بها وعقلانيتها، نجد أن رونالدو منذ مجيئه
إلى ريال مدريد الموسم الحالي، خاصة مع الضجة التي أثيرت حول انتقاله من
مانشستر يونايتد كأغلى لاعب في العالم، كان كثير الاختلاط مع وسائل
الإعلام.
وربما يرجع هذا الأمر إلى عاملين، أهمهما هو أن رئيس نادي
ريال مدريد فلورنتينو بيريز، حينما تعاقد مع اللاعب كان ينتوي الاستفادة
منه داخل وخارج المستطيل الأخضر، فالظهور المتكرر يضمن العرض الذي يضمن
بدوره المزيد من عقود الدعاية والدخل للنادي.
الفارق الثاني بين
ساحر كتالونيا الأرجنتيني ومنقذ أبناء العاصمة البرتغالي، هو أن الأول يصب
تركيزه دائما على الملعب وإحراز الأهداف بأبسط الصور وأروعها في نفس الوقت،
أما الثاني فأحيانا ما يبدو مشتتا نظرا لطابعه العصبي، والذي ظهر خلال
لقاء الكلاسيكو أمس السبت.
كان هذا الأمر واضحا في لقاء القمة
الإسباني حيث سجل ميسي من أول فرصة أتيحت له، وعلى الرغم من أن رونالدو
أتيحت له أكثر من فرصة مؤكدة إلا أن ابتعاد التركيز، ومحاولته إظهار
مهاراته والمراوغة لصناعة أو إحراز هدف بشكل جمالي، ليثبت أنه أفضل من نجم
البرسا الأرجنتيني، جعلته يخفق في تحقيق ما أراد.
وربما يعود هذا
الأمر في الأساس إلى عاملين، الأول الاستقرار النفسي الذي يمنحه المدير
الفني لبرشلونة بيب جوارديولا للاعبه ميسي وقدرته على احتواء نجوميته، في
حين يبدو على الناحية الأخرى فشل مدرب ريال مدريد مانويل بيليجريني في
احتواء نجومية رونالدو وباقي كتيبة الريال المدشنة بأسماء لو وظفت بشكل جيد
لسيطروا على الكرة العالمية.
أما العامل الثاني فيعود إلى اللاعبين
الذين يعاونون كل نجم، فميسي خرج من ناشئي برشلونة، واعتاد على طريقة
أدائه ولاعبيه وثبات الفريق، ويكفيه وجود محركي الدفع الرباعي لوسط البرسا
أندريه إنييستا وتشابي، القادرين معه على صناعة الأحلام.
ويختلف
الأمر مع رونالدو الذي منذ وصوله إلى ريال مدريد، لم يحظ بنفس عامل
الاستقرار والثبات مع خط وسط الفريق فتارة يدفع بيليجريني بتشابي ألونسو
وجوتي ثم يستبعدهما ويدفع بآخرين.
وعلى الرغم من بزوغ نجم ميسي
الحالي وتألقه الخيالي، الذي جعل المدير الفني لأرسنال أرسين فينجر يصف
أداءه بالـ"بلاي ستيشن"، إلا أن أحدا لا يمكنه التقليل من شأن كريستيانو
رونالدو الذي ربما يصف أداءه آخرون في المستقبل بأنه مثل "الإكس بوكس"، إذا
ما توافرت لديه نفس عوامل الاستقرار لدى الأرجنتيني.