عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : «أَتَانِي جِبْرِيلُ فَقَالَ : إِنِّي كُنْتُ أَتَيْتُكَ الْبَارِحَةَ فَلَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أَكُونَ دَخَلْتُ عَلَيْكَ الْبَيْتَ الَّذِي كُنْتَ فِيهِ إِلا أَنَّهُ كَانَ فِي بَابِ الْبَيْتِ تِمْثَالُ الرِّجَالِ وَكَانَ فِي الْبَيْتِ قِرَامُ سِتْرٍفِيهِ تَمَاثِيلُ وَكَانَ فِي الْبَيْتِ كَلْبٌ فَمُرْ بِرَأْسِ التِّمْثَالِ الَّذِي بِالْبَابِ فَلْيُقْطَعْ فَيصير كَهَيْئَةِ الشَّجَرَةِ وَمُرْ بِالسِّتْرِفَلْيُقْطَعْ وَيُجْعَلْ مِنْهُ وِسَادَتَيْنِ مُنْتَبَذَتَيْنِ يُوطَآَنِ ، وَمُرْبِالْكَلْبِ فَيُخْرَجْ » . فَفَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و سلم وَكَانَ ذَلِكَ الْكَلْبُ جَرْذوًا لِلْحَسَنِ أَوْ الْحُسَيْنِ تَحْتَ نَضَدٍ لَهُ فَأَمَرَ بِهِ فَأُخْرِجَ ) . رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي واللفظ له ، وابن حبان في صحيحه والبيهقي في سننه ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح و قال الشيخ الألباني : صحيح
قال : وفي الباب عن عائشة وأبي طلحة . ورواه النسائي مختصرًا ولفظه ،قَالَ : ( اسْتَأْذَنَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلام عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و سلم فَقَالَ : « ادْخُلْ » . فَقَالَ : « كَيْفَ أَدْخُلُ وَفِي بَيْتِكَ سِتْرٌ فِيهِ تَصَاوِيرُ فَإِمَّا أَنْ تُقْطَعَ رُؤوسُهَا أَوْ تُجْعَلَ بِسَاطًا يُوطَأُ فَإِنَّا مَعْشَرَ الْمَلائِكَةِ لانَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ تَصَاوِيرُ » . وقدرواه الإمام أحمد وابن حبان والبيهقي بنحوه.
قال الخطابي : وأماالصورة فهي كل صورة من ذوات الأرواح كانت لها أشخاص منتصبة أو كانت منقوشة في سقف أو جدار أو مصنوعة في نمط أو منسوخة في ثوب أو ما كان فإن قضية العموم تأتي عليه فليجتنب.
امتناع الملائكة من دخول البيوت التي فيها صور من صور ذوات الأرواح ، لا فرق في هذا بين أن تكون الصور مجسّمة أو غير مجسمة لأن جبريل امتنع من دخول بيت النبي صلى الله عليه وسلم من أجل الستر الذي فيه التصاوير . ومن المعلوم عند كل عاقل أن الصور التي في السترليست مجسمة .
وقد ذكر القرطبي والنووي سبب امتناع الملائكة من دخول البيت الذي فيه الصور . فأما القرطبي فقال في ( المفهم ) : إنما لم تدخل الملائكة البيت الذي فيه الصورة لأن متخذها قد تشبّه بالكفار لأنهم يتخذون الصور في بيوتهم ويعظمونها فكرهت الملائكة ذلك فلم تدخل بيته هجرًا له لذلك . انتهى
وأما النووي فقال في (شرح مسلم ) : قال العلماءسبب امتناعهم من بيت فيه صورة كونها معصية فاحشة وفيها مضاهاة لخلق الله تعالى وبعضها في صورة ما يعبد من دون الله تعالى فعوقب متخذها بحرمانه دخول الملائكة بيته وصلاتها فيه واستغفارها له وتبريكها عليه وفي بيته ودفعها أذى الشيطان . انتهى
قال الحافظ ابن حجر في ( فتح الباري ) ، في الكلام على قول النبي صلى الله عليه وسلم: « لا تَدْخُلُ الْمَلائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلاتَصَاوِيرُ » ، المراد بالبيت المكان الذي يستقر فيه الشخص سواء كان بناء أو خيمة أو غير ذلك . انتهى
قال الإمام الذهبي رحمه الله تعالى :الصدع بالحق عظيم ، يحتاج إلى قوة وإخلاص ، فالمخلص بلا قوةيعجز عن القيام به ، والقوي بلا إخلاص يخذل ، فمن قام بهما كاملا فهو صديق ، ومن ضعف فلا أقل من التألم والإنكار بالقلب ، ليس وراء ذلك إيمان فلا قوة إلا بالله.