يوميات المونديال (23) : بعد بطولة 98 ها نحن علي موعد مع بطل جديد اسبانيا عبرت المانيا الي نهائي المونديال
بعد بطولة 98 ها نحن علي موعد مع بطل جديد، لم تكن مفاجأة علي الإطلاق
تلك التي شهدها ملعب جرين بوينت بمدينة ديربان بين المنتخبين الأسباني
والألماني في نصف النهائي الثاني للنسخة الأفريقية للمونديال العالمي
والتي انتفض خلالها "الماتادور الأحمر" وحقق فوزه الخامس علي التوالي في البطولة والتحق بركب "الطواحين البرتقالية" في النهائي لأول مرة في تاريخه.
دائماً تقودنا المعطيات إلي النتائج ومنذ البداية وضح أن الخبير ديل
بوسكي الذي صنع مجده مع الريال بداية هذه الألفية و الذي اعتمد بشكل أساسي
في تشكيلته علي 7 من نجوم منافس ناديه الأزلي الذي مثله 3 لاعبين فقط في
تشكيلة الأحمر والأزرق – نفس ألوان البارسا- ومع هؤلاء الكوكبة لعب مدافع
فياريال خوان كابديفيلا،
وضح أن الرجل البالغ من العمر 59 عاما يريد أن يعوض الجماهير في البلد
الغرب أوربي العريق كرويا عن إخفاق كأس القارات علي نفس الأرض العام
الماضي من ناحية ويبرهن أنه لا يقل عن سابقه لويس أراجونيس الذي قاد نفس
التشكيلة تقريباً للتتويج الأوربي قبل عامين في سويسرا والنمسا علي حساب
نفس المنافس من ناحية أخري.
علي الجانب الأخر لعب "الأنيق" يواكيم لوف بتشكيلته المعتادة التي تمزج
بين أندية "البوندزليجا" بشكل رائع، حيث قل عدد ممثلي العملاق البافاري لـ
3 نجوم بإشراك متوسط ميدان هامبورج بيوتور تروخوفسكي
بدلاً من النجم الشاب توماس مولر الحاصل علي بطاقة صفراء ثانية في لقاء
ربع النهائي أمام الأرجنتين لتكون التشكيلة الألمانية مكونه من نجوم 7
أندية هي بالإضافة إلي الثلاثي البافاري، هامبورج (2)، بريمن (2) ولاعب
واحد لكلاً من شالكه، شتوتجارت، فولفسبورج، كولن(لاحظ تم حساب بواتينج ضمن
نجوم هامبورج رغم التحاقه بالمان سيتي هذا الصيف).
الخوف والحذر من بطل العالم لثلاث مرات والذي رشحه كل المتابعين
للتتويج بلقب رابع بعد رباعيتيه المذهلتين في شباك عملاقين بحجم إنجلترا و
الأرجنتين في ثمن و ربع النهائي، والثقة و التصميم الممزوجين بعدم
الاندفاع الهجومي وتبادل الكرات القصيرة "المضمونة" كان شعار المنتخب
المتوج بالتاج الأوربي بعد غياب 44 سنة والساعي إلي ضم اللقبين الكبيرين
إلي سجلاته التي لا تتناسب مع سمعته الكروية.
البداية كانت حمراء بلون الزى الاسباني حيث مرر بيدرو الذي شارك علي
حساب توريس منذ البداية مرر لفيا وكان لخروج مانويل نوير في الوقت المناسب
الفضل في منع هدف التقدم بعد 6 دقائق، بعدها بعشر دقائق إبعاد الكرة
لركنية اسبانية بواسطة بواتينج، و انيستا ينفذ الكرة ليقابلها بويول برأسه
فوق المرمي، في نفس الدقيقة ترتد الهجمة ألمانية و ركنية عبر بيكي ينفذها
مسعود أوزيل من الناحية اليمني يخطأ كاسياس في التعامل معها و تخرج ركنية
من الجانب الأيمن.
الخوف الألماني المبالغ فيه يعطي أفضلية للأسبان وها هو سيرجي راموس في
وضع هجومي ممتاز في الجانب الأيمن و تسديده نجم الريال المزاحم من بواتينج
تذهب بعيداً عن مرمي نوير في الدقيقة 19, بعدها بعشر دقائق يظهر بودولسكي
في الكادر ويمرر لكلوزه والكرة تطول لضربة مرمي "للماتادور"، في الدقيقة
30 يسدد الونسو كرة تمر بجوار القائم الأيسر للمرمي الألماني.
ملامح الخطورة الألمانية بدأت بعد نصف الساعة الأولي، حيث قاد فيليب
لام هجمة منظمة من الجانب الأيمن في الدقيقة 32 ومرر لتروخوفسكي الذي أطلق
قذيفة يسارية أبعدها كاسياس لركنية ببراعة، الخطورة الألمانية مستمرة و
القائد كاسياس يتدخل مرتين في الدقيقة 35 لإبعاد ركنية أوزيل ثم عرضية
أخري.
نحن علي بعد 5 دقائق من صافرة المجري فيكتور كاساي بنهاية الشوط الأول
ونسبه الاستحواذ تشير لتفوق أسباني بواقع 57% مقابل 43 % لألمانيا، وما
بين تدخل عنيف من الأسمراني بواتينج ضد المهاري انيستا دون كارت من المجري
ومراوغة من بيدرو تنتهي بإبعاد ناجح من صاحب الأصول الغانية في الدقيقتين
42 و 45، ثم فرصة انفراد لأوزيل بعد تمريرة ناجحة من كلوزه سقط علي إثرها
النجم ذو الأصول التركية داخل الجزاء بعد مشاركة من راموس في الدقيقة
الأولي من الوقت المضاف، ما بين هذه اللقطات الثلاث ينتهي الشوط الأول
سلبياً.
بدء الشوط الثاني بنشاط أسباني مماثل لنظيره الأول حيث سدد تشابي
ألونسو مرتين بجوار القائم الأيسر، الأولي بقدمه اليمني بعد تمريرة من
بيدرو في الدقيقة 49 والثانية بعدها بدقيقة بعد عمل جماعي ممتاز أنهاه
تشابي برشلونة بتمريره لتشابي الريال الذي سدد قذيفة يسارية مرت بسلام علي
يسار حارس شالكه.
لم يجلس لوف ليشاهد السيطرة الحمراء وهو مكتوف الأيدي بل دفع بمارسيل
يانسن بعد 7 دقائق بدلا من بواتينج لتنشيط الجبهة اليسري هجوميا.
الهجوم الأحمر يعود من جديد و هجمة منظمة في الدقيقة 55 ينهيها الهداف
فيا بتسديده تمر بجوار القائم الأبيض، يتبعها بثلاث دقائق هجمة أكثر خطورة
تمر بسلام علي "الماكينات" بعد أن سدد انيستا يسارية من وضعية انفرد كرة
عرضية لم يلحق بها فيا ثم ترتد الكرة لبيدرو الذي سدد بخطورة خارج المرمي
بقليل.
بعد 16 دقيقة من الشوط الثاني تظهر ملامح الخطورة الألمانية بكرة
يعكسها يانسن من اليسار يخطئها الدفاع فتصل لكلوزه الذي يسدد من وضع غريب
فوق مرمي كاسياس، بعدها بدقيقة يدفع لوف بتغييره الثاني بإشراك توني كروس
بدلا من تروخوفسكي، ومن تمريرة الونسو لرفيقه في الريال راموس التي أبعدها
بودولسكي المتراجع للخلف في الدقيقة 63 إلي تسديدة فيا التي سيطر عليها
نوير بمهارة بعدها بخمس دقائق تظهر رغبة "الماتادور" في إيقاف "الماكينات"
بجلاء.
بعد أربع دقائق من محاولة البديل كروس لهز شباك رفاق كاسياس بعد تمريرة
من بودولسكي كان الرد الأسباني قاسياً في الدقيقة 73 عندما نفذ تشابي
هيرنانديز ركنية من الجانب الأيسر بعد ابعاد شفانيشتايجر الكرة من أمام
انيستا فأرتقي لها مدافع برشلونة كارلوس بويول وحولها برأسه علي يسار نوير بطريقة ولا أروع مسجلاً هدف التقدم "للماتادور".
محاولا إنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل النهاية بعشر دقائق دفع لوف بالبديل
الثالث المهاجم ماريو جوميز بدلاً من لاعب الارتكاز سامي خضيرة ورد عليه
ديل بوسكي بعدها بدقيقة عندما سحب فيا للخارج و دفع بفرناندو توريس,
التغييرات لم تغير من الوضع كثيرا وها هو بيدرو ينفرد تماماً وتضيع فرصة
هدف التعزيز بعد فاصل مراوغات و أنانية من لاعب البارسا في الدقيقة 83.
في الدقيقتين 84 و85 تدخلين بقوة من الونسو و بويول ضد اوزيل و
شفانيشتايجر دون أدني ورقة من كاساي الذي أراد الخروج بالمباراة الهامة
دون كروت ملونة، ثم كان دافيد سلفا لاعب فالنسيا يترك مقاعد البدلاء
للمشاركة مكان تشابي الونسو قبل النهاية بأربع دقائق للاستفادة من مهارته
في الاحتفاظ بالكرة مع توريس الذي حاول استعاده ذكريات اليورو 2008 عندما
سدد في الدقيقة 89 كرة أخرجها نوير لركنية، 3 دقائق وقت بدل ضائع أشار بهم
الحكم الرابع البلجيكي فرانك دبلكير دفع خلالهم ديل بوسكي بكارلوس مارشينا
بدلا من الونسو لاستهلاك ما تبقي من عمر اللقاء الذي أكد أن الكتيبة
الأندلسية تسير بنجاح نحو تتويج تاريخي.
بهدف بويول الذي سجله في شباك ماريو نوير ارتفع عدد الأهداف للرقم 139
قبل ختام البطولة بلقاء المركز الثالث يوم السبت بين ألمانيا وارجواي علي
ملعب نيلسون مانديلا باي بمدينة بورت اليزابيث ثم النهائي يوم الأحد بين
اسبانيا و هولندا علي ملعب سوكر سيتي بجوهانسبرج، وفيما يلي نقدم أهم
مفارقات و ظواهر وأرقام هذا اليوم:
1 - كما قدم المونديال الفرنسي بطلاً سابعاً هو منتخب "الديوك الزرقاء"
بقيادة المبدع زين الدين زيدان، ها هي النسخة الأفريقية تعلن عن ملك جديد
للعالم الكروي خلال السنوات الأربع القادمة، وبات علي الكأس التي رفعها
القيصر الألماني فرانز بيكنباور لأول مرة منذ 36 عاماً أن تختار ما بين
العملاق إيكر كاسياس و النجم الخبير جيوفاني فان برونكهورست يوم الأحد
القادم في السوكر سيتي بجوهانسبرج.
2 - بلوغ منتخب أوربي لنهائي كأس العالم بعد تتويجه بكأس الأمم
الأوربية أمر يتكرر للمرة الثالثة في التاريخ، حيث سبق لإيطاليا أن فازت
بكأس الأمم عام 1968 داخل قواعدها علي حساب يوغسلافيا (2-0)، ثم خسرت أمام
البرازيل (1-4) في نهائي نسخة كأس العالم بالمكسيك 1970، تلتها ألمانيا
الغربية التي توجت بلقبها الأوربي الأول في إيطاليا 1980 علي حساب بلجيكا
(2-1) قبل أن تخسر نهائي كاس العالم أمام البلد الذي شهد تتويجها الأوربي
(1-3) في أسبانيا 1982، المنتخب الأسباني علي موعد مع انجاز فريد لو حسم
لقاء هولندا في النهائي لأنه سيكون المنتخب الأوربي الوحيد الذي يتوج بكأس
الأمم الأوربية ثم يتبعها بكأس العالم.
3 - عجز ماكينة الأهداف الأسبانية دافيد فيا عن هز شباك المنافسين في
لقاء نصف النهائي أمام ألمانيا لم يكن الأول لهداف البطولة حتى الآن، حيث
فشل نجم فالنسيا المنتقل للبارسا هو وزملاءه في زيارة شباك الحارس
السويسري دييجو بيناجليو في اللقاء الأول "للماتادور" ضد سويسرا في
المجموعة الثامنة (0-1) قبل أن ينتفض ذو الـ 28 عاماً ويهز الشباك خمس
مرات في مواجهات بلاده ضد الهوندوراس (هدفين) وتشيلي في الدور الأول ثم
البرتغال و بارجواي في ثمن و ربع النهائي.
4 - فوز اسبانيا هو الأول علي ألمانيا طوال
4 مواجهات جمعت الكبيرين في كاس العالم، حيث كان التفوق "للماكينات "
بفوزين بنفس الحصة (2-1) في الدور الأول للنسخة الإنجليزية 1966 و الدور
الثاني للنسخة الأسبانية 1982، التعادل كان حاضرا بين المنتخبين بعدها
بالولايات المتحدة 1994 في الدور الأول للمجموعة الثالثة (1-1)، ثم كان
الفوز لاسبانيا في هذه النسخة بهدف مدافع البارسا كارلوس بويول الذي أعاد
للأذهان لقاء ملعب ارنست هابيل بالعاصمة النمساوية فينا في نهائي يورو
2008 الذي أنهاه زملاء كاسياس بهدف النجم توريس.
5 - لم يكن فوز فتي برشلونة الذهبي تشابي هيرنانديز بجائزة رجل مباراة
منتخب بلاده ضد ألمانيا في نصف النهائي هو الأول لهذا النجم, حيث سبق
لصاحب الـ 30 عاماً أن توج بنفس الجائزة في لقاء أسبانيا والبرتغال في ثمن
النهائي, هيرنانديز تساوي مع زميليه في النادي والمنتخب دافيد فيا و
أندريس أنيستا المتوجين بهذه الجائزة مرتين من قبل.
6 - رفض المهاجم الألماني الكبير ميروسلاف كلوزه
تسجيل هدف في لقاء أسبانيا يدخله تاريخ المونديال من الباب الأسطوري،
الهدف الغائب عن نجم البايرن ومنتخب "الماكينات" كان سيجعله يعادل رقم
النجم البرازيلي رونالدو في رصيد 15 هدف في صدارة أكثر النجوم في تاريخ
النهائيات زيارة للشباك، وكان سيمنحه كذلك صدارة هدافي هذه النسخة مشاركة
مع دافيد فيا مهاجم المنتخب الأسباني.